
خلّف تعادل الاتحاد مع الأهلي (2-2) ضمن الجولة 26 من دوري روشن ظهور العديد من النقاط الفنية البارزة.
ورفع "العميد" رصيده للنقطة 62 في الصدارة فيما وصل الأهلي إلى النقطة 49 بالمركز الخامس بجدول ترتيب الدوري السعودي.
فلسفة غريبة
بدأ الاتحاد المباراة بتراجع مبالغ فيه إذ اعتمد على الهجمات المرتدة، تاركا الاستحواذ للأهلي، معتمدا على أسلوب (3-5-2) يتحول أحيانا إلى (4-2-3-1).
ورغم امتلاك الفرنسي لوران بلان مدرب الاتحاد للأدوات القادرة على فرض الاستحواذ أو تطبيق الضغط إلا أنه لم يستغلها بالصورة المطلوبة.
كذلك اعتمد بلان على الإسباني الشاب أوناي هيرنانديز كأساسي للمرة الأولى في مركز الجناح الأيسر، وهو قرار يثير التساؤلات، في ظل صعوبة المباراة، ووجود بدائل أخرى يمكنها القيام بنفس الدور وبكفاءة أعلى.
فعلى سبيل المثال كان يمتلك بلان عبد الرحمن العبود على مقاعد البدلاء ولم يدفع به سوى في الوقت بدل الضائع بعد تأخره في النتيجة.
كما لم يستفد المدرب الفرنسي من هيرنانديز نفسه واستبدله بعد تأزم الموقف بالجزء الأخير من المباراة.
ورغم اعتماد بلان على الهجمات المرتدة إلا أن "العميد" لم يستغلها في أي مناسبة طوال الشوط الأول على وجه التحديد رغم اندفاع عناصر الأهلي للأمام.
الاتحاد بلا أنياب
لم يظهر هجوم الاتحاد بوضوح أغلب فترات المباراة سواء على مستوى الأجنحة أو العمق وذلك بسبب فشله في بناء الهجمة بالصورة المطلوبة.
وبسبب الطريقة المعتادة (3-5-2) التي يعتمد عليها بلان في أغلب المباريات، فقد افتقد الفريق لعملية الربط بين جميع الخطوط بسبب قدرة الألماني ماتياس يايسله مدرب الأهلي في قراءة الوضع بشكل رائع.
كما عاب وسط الاتحاد استسلام الجزائري حسام عوار على وجه التحديد، نظرا لقوة وسط الأهلي خاصة الإيفواري فرانك كيسي الذي كان يضغط على حامل الكرة باستمرار لمنع وصول الإمدادات للخط الأمامي.
ومع تراجع أغلب عناصر العميد للخلف تزامنا مع تقدم لاعبي الأهلي وغياب المعاونة الدفاعية من الثلث الأمامي للاتحاد فقد ظهر "العميد" من دون أنياب واضحة.
نيران أهلاوية
ظهر الأهلي بصورة أفضل من الاتحاد في أغلب أوقات المباراة بسبب رغبة يايسله الواضحة في الضغط من البداية وتحقيق الفوز.
الأهلي صنع أكثر من فرصة محققة خلال الشوط الأول تحديدا، لكن تألق محمد المحاسنة حارس الاتحاد وقدرات الخط الخلفي منعا "الراقي" من التقدم مبكرا.
واعتمد المدرب الألماني على طريقة (4-2-2-2) حيث فاجأ نظيره بلان بالدفع بفراس البريكان من البداية مع المهاجم الإنجليزي إيفان توني من أجل الضغط على ثلاثي الخط الخلفي للاتحاد ومنعهم من إخراج الكرة بصورة سليمة.
كما اعتمد يايسله على اقتحام الإسباني جابري فيجا لاعب وسط الأهلي لمنطقة العمق مستغلا انشغال الخط الخلفي للاتحاد بمراقبة توني والبريكان وهو ما وضع "النمور" تحت الضغط بصورة مستمرة.
كذلك ساهم تراجع الاتحاد للخلف في حصول الجناحين رياض محرز وجالينو على عدة فرص لمواجهة الظهيرين بشكل فردي والتفوق عليهما في أغلب الأحيان بالتوغل للعمق أو إرسال الكرات العرضية.
بنزيما ينقذ بلان
رغم تأخر الاتحاد في النتيجة قرر بلان الزج بصالح الشهري بدلا من هيرنانديز مع ميل الفرنسي كريم بنزيما على الطرف الأيسر ليتحول إلى جناح.
ولكن رغم فشل بنزيما في عدة مناسبات في اللعب بمركز الجناح إلا أنه أنقذ بلان وقدم صورة مثالية في الدقائق الـ10 الأخيرة على وجه التحديد.
النجم الفرنسي كان العنصر الأخطر في كتيبة الاتحاد بالإضافة لنزول صالح الشهري الذي أنعش الخط الهجومي بتقديم تمريرة حاسمة جاء منها الهدف الأول عن طريق الفرنسي موسى ديابي.
ومع تأزم الموقف واقتراب الاتحاد من الهزيمة (1-2) فقد تمكن بنزيما من خطف المساحة خلف دفاعات الأهلي ليسجل هدف التعادل بالدقائق الأخيرة.
وبهذا الهدف أنقذ بنزيما مدربه من الكوارث التي ارتكبها في المباراة بأسلوب دفاعي مبالغ فيه بالإضافة لتشكيل خاطئ من البداية وتغيير مراكز وغيرها من الأمور السيئة.